الفوركس ضيع ما جمع
قد يكون العنوان قاسي نوعا ما وكذلك الحقيقة فالحديث عن الثراء السريع هو قصة عنوانها الطمع بتحقيق اعلى فائدة بأقصر وقت وجهد ممكن، وذلك امر مستحيل فكل عمل يمر بمراحل وتدرج وهذا وضع طبيعي وأي قصة خلاف ذلك هو أمر شاذ والشاذ لا حكم له ، ولو لا ندرة الثراء المفاجئ لما كانت محلا للحديث بين العامة ومن هذا الجانب والحديث عن سرعة الثراء فإننا شاهدنا رواج التسويق عن الاستثمار في مجال سوق العملات (الفوركس) والوعد بالثراء العاجل خلال أيام أو أشهر.
فتجد حجم تسويق عالي وضخم لحث الشخص للانضمام في تجارة الفوركس ويقدموا في سبيل ذلك وعود واحلام وردية بسرعة الثراء ومضاعفة الدخل في أيام معدودة وان فرصة شراء المنزل أصبحت اقرب مما يمكن تخيله او فرصة كسب الملايين قاب قوسين او أدنى، رغم ان اشهر الصناعات والتجارات العابرة للقارات لا تحقق النتائج التي يعد بها مسوقين سوق التداول بالعملات (الفوركس)
ولهذا نجد جموع غفيرة تنساق خلف هذه الدعايات طمعا في ربح سريع دون بحث او تحري بشأن الشركة التي ستستلم كل ما تملك من مال وقد تستولي على أموال الاقرباء والاصحاب الذي بذل لأجل جمعها الوقت والجهد والاعمار والكثير من المواقف ولم تأتي بسهولة حتى يفرط بها بهذه السهولة،
وان كان هذا التفريط هو خطأ جسيم من قبل المستثمر لا يغتفر الا ان ذلك لا يبرر للشركات الوهمية الاستيلاء على المال فهو من سبيل اكل الأموال بالباطل والاثراء بلا سبب، وفي هذا الصدد تكاتفت الجهود لملاحقة تجار الوهم من قبل هيئة سوق المال ومؤسسة النقد و وزارة التجارة وإحالتهم الى النيابة العامة، وفي حديث لهيئة السوق المالية بقولها انه إشارة الى نظام مؤسسة النقد العربي السعودي ونظام هيئة السوق المالية ووفقاً للاختصاصات النظامية المنوطة بكلٍ منهما بأنهما تتعاملا مع التسويق لتجارة تداول العملات (الفوركس) عبر ثلاث طرق:
الأول: التوعية :
توعية الجمهور بعدم حقيقة هذه القصص وبعدم نظامية مثل هذه التجارة في السعودية ومخاطر الاستثمار بها دولياً، وفي هذا الصدد بتاريخ:29/04/2018م باشرت اللجنة الدائمة للتوعية والتحذير من نشاط المتاجرة بالأوراق المالية في سوق العملات الأجنبية (الفوركس) غير المرخص لأعمالَها، ولأهمية هذا الامر فقد شكلت اللجنه من قبل المقام السامي برئاسة هيئة السوق المالية وبعضوية ممثلين عن وزارة الداخلية وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التجارة والاستثمار، “ساما”. وأصدرت الهيئة عددا من النشرات التوعوية والبيانات التحذيرية من هذا النشاط..
الثاني الإجراءات:
تعاونت الجهات المعنية لإيقاف مثل هذه الاعمال من خلال عدم الترخيص للمواقع أو الشركات التي تعمل فيها، وعدم السماح لها بالإعلان أو الرعاية للجهات أو المناسبات في المملكة وللقيام بذلك تم تشكيل وحدة متخصصة لضبط مخالفات الأشخاص غير المرخص لهم في السوق المالية، بما فيها التسويق لنشاط تجارة العملات (الفوركس). كما تجري الهيئة زيارات تفتيشية على الأشخاص غير المرخص لهم لضبط ممارستهم المخالفة لنظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية.
الثالث الإبلاغ عن الممارسات الممنوعة:
تمكين الجمهور الذين تعرضوا لإعلانات أسواق الفوركس او تم خداعهم من قبل أشخاص في السعودية إلى إبلاغ الهيئة بذلك لتتخذ الهيئة الإجراءات اللازمة من خلال قنوات التواصل التالية:
ويلزم لتقديم الشكوى: معروض يوضح الشكوى مع إرفاق الهوية أو ما يعادلها لغير السعوديين، وبالنسبة للمنشآت صورة من السجل التجاري وصورة من الوكالة الشرعية والهوية الوطنية للوكيل الشرعي مع ارفاق الدلائل على الشكوى.
ختاما يجب على الجميع نشر الوعي بين العامة نحو عدم الانسياق خلق تجار الوهم بشكل عام ومن يدعي المتاجرة بسوق العملات الدولية (الفوركس) والتعاون في الإبلاغ عمن يعمل في هذا المجال او يسهل له وملاحقة من يقوم بالاستيلاء على أموال الاخرين من خلال إقامة الدعاوى تجاه من تم تحويل أي مبالغ لهم داخل المملكة العربية السعودية.